القرآن الكريم

سبب نزول سورة المزمل باختصار وفضل سورة المزمل في قضاء الحوائج

سبب نزول سورة المزمل باختصار وفضل سورة المزمل في قضاء الحوائج

سبب نزول سورة المزمل باختصار وفضل سورة المزمل في قضاء الحوائج، نزلت هذه السورة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة لتكون بداية دعوته للقيام الليل والعبادة، وتحثه على التحمل والصبر في مواجهة التحديات التي ستواجهه في نشر رسالة الإسلام. تُعد سورة المزمل من السور التي تذكر المؤمنين بأهمية القيام الليل وقراءة القرآن، وتعزيز الإيمان والتقوى في قلوبهم، وفي هذا المقال عبر موقع مصدرك سنستعرض سبب نزول سورة المزمل باختصار.

ما ترتيب نزول سورة المزمل

إنّ ترتيب نزول سورة المزمل أيضًا ممّا اختلف فيه أهل العلم، ولكنّ الأصحّ في الأقوال أنّها أوّل ما نزل من القرآن هو سورة العلق، وأمّا ما بعدها فمختلفٌ فيه، فقيل نزل بعدها سورة القلم، وقيل نزل بعد العلق المدثر، وبعد المدثر نزلت المزمل وقيل نزلت المزمل بعد القلم، فتكون في النّزول ثالث السور وهو القول الأصح والراجح، ويحتمل أن تكون المزمل الرابعة بعد المدثر والقلم، لأنّ مما ورد أنّ المدثر نزلت قبل المزمل، وهو ما يظهر من حديث عروة بن الزبير عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنهما.

سورة المزمل

إنّ سورة المزمل واحدةٌ من أعظم سور القرآن الكريم، تعدّ من سور المفصل، يبلغ عدد آياتها 20 آية، وهي السّورة الثالثة والسبعين في ترتيب سور المصحف الشريف، وتقع في الجزء التاسع والعشرين من القرآن، واسم جزء تبارك، تبدأ السورة بأسلوب النداء ثم مخاطبة للنّبي صلى الله عليه وسلم، وذلك في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا *أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا * إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا}.

سبب نزول سورة المزمل

ورد عن أهل العلم في سبب نزول سورة المزمل سببين رئيسين لنزولها، وقد اختلفوا بينهما، وما ورد في نزولها هو ما يأتي:

  • سبب النزول الأول: هو ما ورد في الصحيح أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يحدّق أصحابه الكرام عن بداية نزول الوحي، وكيف أنّه شاهد جبريل -عليه السلام- وكيف عاد لأهله وهو يقول زملوني زملوني، وقد روى جابر بن عبد الله قال: “أنَّهُ سَمِعَ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُحَدِّثُ عن فَتْرَةِ الوَحْيِ: فَبيْنَا أنَا أمْشِي سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ، فَرَفَعْتُ بَصَرِي قِبَلَ السَّمَاءِ، فَإِذَا المَلَكُ الذي جَاءَنِي بحِرَاءٍ قَاعِدٌ علَى كُرْسِيٍّ بيْنَ السَّمَاءِ والأرْضِ، فَجَئِثْتُ منه حتَّى هَوَيْتُ إلى الأرْضِ، فَجِئْتُ أهْلِي فَقُلتُ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي، فَزَمَّلُونِي، فأنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ} إلى قَوْلِهِ: {فَاهْجُرْ} [المدثر: 1 – 5] -قالَ أبو سَلَمَةَ: والرِّجْزَ الأوْثَانَ- ثُمَّ حَمِيَ الوَحْيُ وتَتَابَعَ”.[3]
  • سبب النزول الثاني: كانت قريش قد اجتمعت تحيك المؤامرة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وباتوا يتهمونه بالأكاذيب والافتراء الكاذبة كأن يصفونه أنّه ساحر وكذاب وغير ذلك من أكاذيبهم، وهذا السبب واردٌ في أحاديث ضعيفة منها ما رواه جابر بن عبد الله حين قال: “اجتمعتْ قريشٌ في دارِ النَّدوةِ فقالت: سمُّوا هذا الرَّجلَ اسمًا يصدُرْ عنه النَّاسُ، قالوا: كاهنٌ، قالوا: ليس بكاهنٍ، قالوا: مجنونٌ، قالوا: ليس بمجنونٍ، قالوا: ساحرٌ، قالوا: ليس بساحرٍ، فبلغ ذلك النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فتزمَّل في ثيابِه فتدثَّر فيها، فأتاه جبريلُ فقال: يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ، يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ”

فضل سورة المزمل

لم يرد في الكتاب والسّنة ما يدلّ على فضل سورة المزمل خصوصًا، ولا فضلًا خاصًّا لقارئها، وورد في ذلك أحاديث ضعيفة لا يعمل بها كما روي عن زرّ بن حبيش عن أبيّ بن كعب أنه قال: “ومن قرأ سورة المزمل رُفع عنه العسر في الدنيا والآخرة” وهو غير صحيحٍ بل قيل موضوع والله أعلم، لكنّ هذا الأمر لا يبطل فضلها وهي من كلام الله وكتابه الكريم، ولذلك فإنّ فضل سورة المزمل من فضل القرآن الكريم، وفي فضل قراءة القرآن وتعلّمه الكثير من الفضائل، وقد ورد عن أبو أمامة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “تعلَّموا القرآنَ فإنَّه يأتي يومَ القيامةِ شافعًا لأصحابِه وعليكم بالزَّهْراوَيْنِ: البقرةِ وآلِ عِمرانَ فإنَّهما تأتيانِ يومَ القيامةِ كأنَّهما غمامتانِ أو كأنَّهما غَيَايَتانِ أو فِرْقانِ مِن طيرٍ تُحاجَّانِ عن أصحابِهما وعليكم بسورةِ البقرةِ فإنَّ أخْذَها بركةٌ وتَرْكَها حسرةٌ ولا يستطيعُها البَطَلةُ”. كما قال تعالى في كتابه العزيز: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ}. فالقرآن كلّه له فضلٌ عزيم بتلاوته وقراءته وتدبر آياته.

سبب تسمية سورة المزمل

إنّ الاطّلاع على سبب نزول سورة المزمل يدفع للخوض في سبب تسميتها، ويرجع سبب تسمية سورة المزمل بهذا الاسم لأنّها بدأت بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ} وسور القرآن تسمّى بحسب ما تبدأ به، أو باسم قصّة تحكي عنها وغير ذلك من الأسباب، وسبب تسمية سورة المزمل واضحٌ ولا خلاف فيه، ومن الجدير بالذّكر أنّ أهل العلم اختلفوا في أسماء سور القرآن جميعها إن كانت وقفية أم اجتهادًا، فقال بعضهم أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- علّمها لأصحابه، وآخرون قالوا بعضها وقفية وبعضها سمّي اجتهادًا من الصحابة الكرام والله أعلم.

تفسير يا أيها المزمل

ببيان سبب نزول سورة المزمل سيتم بيان تفسير يا أيها المزمل، وقد فسره أهل العلم على ثلاثة أقوال:

  • القول الأول: ورد عن عكرمة أنّ يا أيّها المزمل بالنبوة والملتزم بالرسالة، أي يا من حمل هذا الأمر زمله ثم فتر عنه.
  • القول الثاني: وهو ما ورد عن عبد الله بن عباس، يا أيّها المزمل بالقرآن الكريم.
  • القول الثالث: ورد عن قتادة والنخعي أنّه المتزمل بثيابه، حيث إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد تزمل بقطيفة أو بمرط، أو يقال تزمل بثيابه لمنامه، وقيل تزمل بالنبوة وغير ذلك من المعاني.

أين نزلت سورة المزمل

اختلف أهل العلم في سبب نزول سورة المزمل كذلك اختلفوا في مكان نزولها، وهل هي مدنية أم مكية، وقد روي عن ابن عطية أنّه قال عنها أنّها مكّية بقول الجمهور إلا قوله تعالى إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل إلى آخر السورة فهي مدنية، وهذا قول القرطبي والثعلبي، وقيل أنّها كلّها مكّية حيث اختلف أهل العلم في فصل نزول أول السورة عن آخره، حيث قيل إنّ صدر السورة نزل في مكة وآخرها نزل في المدينة بعد نزول أولها بسنين، وهو القول الأصحّ والله أعلم.

الدروس والعبر المستفادة من سورة المزمل

قبل اختتام مقال سبب نزول سورة المزمل فإنّ الكثير من الدروس والعبر التي يمكن استنباطها واستفادتها من سورة المزمل، والتي سيتم ذكرها فيما يأتي:

  • إنّ الله سبحانه وتعالى قد أمر عباده بإقامة الصلاة والمداومة عليها، وكذلك أداء الزكاة والصدقة.
  • أمر الله لرسوله -صلى الله عليه وسلم- أن يقوم بما أمره به من التبليغ للرسالة وإيصال شعائر الإسلام والصبر على ذلك.
  • بيّنت سورة المزمّل أوصافًا ليوم القيامة، ووصفت أهواله.
  • خفّف الله عن عباده بعض العبادات في سورة المزمل، كتخفيف قيام الليل بسبب أعذارهم، من مرض وسفر وعمل وغير ذلك.
  • بيّن الله أنّ جزاء العمل الصالح وأعمال الخير هو الثواب الكبير والأجر العظيم.
  • بينت السورة ضرورة التوبة والإنابة إلى الله والإسراع إليها، وكذلك ضرورة التزام المسلمين بآداب قراءة القرآن وتدبره.

شاهد أيضا :-

السابق
تعرف على قصتي مع ترديد لاحول ولاقوة الا بالله
التالي
شاهد الرقية الشرعية لجلب الرزق وطرد الفقر والحسد مكتوبة